«لكل شيخ طريقة».. ماذا يعني التحول من محسن صالح إلى مختار؟
باتت الملفات الفنية لقطاع كرة القدم بالنادي الأهلي أمام تحول جديد بعدما تولى مختار مختار مهمة لجنة التخطيط بمعاونة محمد رمضان، خلفًا لـ محسن صالح.
وتعد اللجنة من الأدوات النافذة في إدارة قطاع الكرة داخل القلعة الحمراء، خاصة عندما يتعلق الأمر بإعداد قوائم الراحلين وضم صفقات جديدة، فضلًا عن اختيارات الأجهزة الفنية.
واتسمت فترة محسن صالح، والتي بدأت في نوفمبر 2019 خلفًا لـ طه إسماعيل، بالمواجهات الساخنة مع العابرين على مقعد المدير الفني للفريق الأول، بداية من الملاحظات على أداء رينيه فايلر، ثم حديث ما بعد الرحيل عندما وصف عمل السويسري في فترته الأخيرة بـ«الإهمال، والتفكير في أمور أخرى، لا نعلمها».
أظهر تعامل التخطيط مع ملف فايلر، قوة في التأثير على قرارات «الخطيب» مع توقعات بزيادة المساحة مستقبلًا، خاصة مع طبيعة الأهلي التاريخية بإبعاد مجلس الإدارة عن أمور الكرة.
لم يختلف الأمر كثيرًا مع الرهان الفريد، عندما اعتمد الأهلي على مدرب أفريقي للمرة الأولى في تاريخه «بيتسو موسيماني»، فبدأ الأمر بالترحيب والدعم، ثم تحول لملاحظات وخلافات حول رؤية الميركاتو وانتهى بتحميل المدرب مسؤولية الخسارة بخماسية أمام صن داونز، ثم الرد على تصريحات بيتسو بعدم حسم ملف التجديد ونهاية بدعم فكرة الرحيل.
كما تصدرت اللجنة المشهد خلال الفترة القصيرة للمدرب البرتغالي سواريش، واستمر الأمر مع السويسري مارسيل كولر في فترة مليئة بالملاحظات في ظل تراجع مستوى عدد من الصفقات والاختلاف على هوية الراحلين كلما جاء الحديث عن ملفات الميركاتو.
بين محسن صالح ومختار مختار
تظهر اختيارات محمود الخطيب لرؤساء لجنة التخطيط ميله إلى أصحاب الخبرات، فقادها طه إسماعيل بعمر 79 عاما، وتركها محسن صالح بعد احتفاله بعيد ميلاده رقم 75، ويستقبلها مختار بعمر الـ 70.
كما تبدو انحيازات «بيبو» إلى أصحاب الكرة الجميلة والهجومية، فيمتلك صالح البصمة الأجمل كرويا للإسماعيلي في القرن 21، وقدم مختار تجربة لا تنسى مع بتروجيت، وتتويج بالكأس برفقة إنبي، وجاء الثنائي بعد فترة طويلة من ترك التدريب.
باستثناء تجربة إنبي، يُجيد الثنائي العمل بالتجارب طويلة الأمد فرحلة بتروجيت لمختار امتدت لـ خمس سنوات، و4 برفقة الإنتاج الحربي، وجلس صالح على مقعد مدرب الإسماعيلي سنتين، وخذلهم العبور السريع.
لكل شيخ طريقة
يميل محسن صالح إلى الأجواء الرسمية، وهو ما انعكس على مظهره فكان من أوائل المدربين المصريين الذين جلسوا على مقاعد البدلاء «برابطة العنق» وحديثه معد مسبقًا مع استخدام مصطلحات إنجليزية، بينما يستخدم مختار التلقائية.
تبدو مواقف وقناعات محسن صالح غير قابلة للتغيير، وهو ما تظهره سلسلة استقالته مدربًا وقراراته تجاه اللاعبين وملاحظاته في الاستديوهات التحليلية، أما مختار فُعرف بفتح خطوط العودة أمام المغضوب عليهم في ولاياته التدريبية المختلفة، مع استخدم لغة هادئة أثناء الخلاف.
ويتمتع مختار بتفاعل واسع ومتكرر مع وسائل الإعلام، وهو ما لم يتغير بعد إعلان مهمته الجديدة، على عكس محسن صالح الذي فضل الاكتفاء بالبيانات الرسمية وبعض «التغريدات» خلال أغلب فتراته.
الدور المنتظر
تنذر مقدمات مختار مختار بتعامل مرن مع الأجهزة الفنية، وهو ما قد يعكس سبب الاختيار، خاصة أن الفترة الماضية شهدت خلافًا بين كولر ولجنة التخطيط حول أكثر من ملف.
كما تأتي أهمية الاختيار الثاني في اللجنة «محمد رمضان» ليُكمل أدوار الرجل الأول، فرمضان عُرف عنه الحزم خلال أدوارة الإدارية وصنفه البعض كامتداد لسلسلة الإداريين الأقوياء في قطاع الكرة بالأهلي، خاصة الفترة التي ظهر بها تحت قيادة طارق سليم.