العالمتوب

الخارجية الصينية: لا تسامح نهائيا حيال التمييز.. والعلاقات مع أفريقيا راسخة ولا يمكن كسرها

أكدت وزارة الخارجية الصينية، اليوم،الأحد، أن الصداقة بين الصين وأفريقيا راسخة ولا يمكن كسرها، وأن بكين ستواصل دائما الاستجابة لمشاغل الجانب الأفريقي المعقولة والمناشدات المشروعة، مشددة على رفضها وعدم تسامحها نهائيا مع أي تمييز.

جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “تشاو لى جيان” ، مساء اليوم، تعليقا على ما تردد حول تعرض مواطنين أفارقة إلى تمييز في مدينة “قوانجتشو” بمقاطعة “قوانجدونج” جنوبى الصين.

وقال جيان “في مواجهة أزمة الصحة العامة العالمية (وباء كوفيد-19)، تتخذ جميع الدول تدابير لاحتواء ومنع الوباء من التفشى، وحققت الصين خلال الفترة الحالية تقدما ملحوظا بفضل التدابير الشاملة والصارمة التي انتهجتها، ولكننا ما زلنا نواجه مخاطر كبيرة مصدرها الحالات الوافدة وظهور إصابات محلية جديدة. ومع انتشار الوباء فى جميع أنحاء العالم، تتسبب الحالات الوافدة في تصاعد الضغوط”.

وأضاف جيان “الصين وأفريقيا صديقان مقربان وشريكان وشقيقان، وقامت الصداقة بين الجانبين في العقود الماضية على أساس الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق الاستقلال الوطني، والتحرر، والتنمية الاقتصادية، وتحسين سبل العيش، وهذه الصداقة التي اجتازت اختبار الزمن هي كنز لكل من الشعبين الصيني والأفريقي”.

وتابع جيان “بعد انتشار وباء الإيبولا في ثلاث دول في غرب أفريقيا عام 2014، قدمت الحكومة الصينية المساعدة بشكل سريع وكافحت جنبا إلى جنب مع الدول الأفريقية والشعوب الأفريقية. والآن، تواجه الصين وأفريقيا وباء كوفيد-19، وتستعدان مرة أخرى للتغلب معا على الصعوبات، كما أن صداقتنا تبرز مجددا. ولن ننسى الدعم المقدم من أفريقيا خلال الفترات الصعبة التي مرت بها الصين. وبينما نتغلب على الصعوبات التي تواجهنا حاليا، فإننا نولي أيضا جميع المواطنين الأفارقة في الصين لا سيما الطلبة منهم الاهتمام والرعاية. ومع زيادة حدة الوضع في أفريقيا، قامت الصين حكومة وشعبا بتقديم دفعات من الإمدادات إلى القارة على وجه السرعة، ومساعدتنا، التي تعكس الصداقة العميقة لأشقائنا وشقيقاتنا الأفارقة، تدل على تقاليدنا الرفيعة المتمثلة في المساعدة المتبادلة والدعم المتبادل، وقد حظيت بإشادة كبيرة من الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي”.

وأوضح جيان أنه “بينما تكافح الصين الوباء في الداخل، تبرعت بكميات كبيرة من مجموعات الاختبار والأقنعة والبدلات الواقية والنظارات الواقية ودروع الوجه وكواشف الحرارة والقفازات الطبية وأغطية الأحذية وأجهزة التنفس الصناعي وغيرها من الإمدادات للاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية. وسنواصل مساعدة أشقائنا الأفارقة بأفضل ما لدينا من قدرات”.

وأشار جيان إلى أنه “خلال حربنا ضد الوباء، تولي الحكومة الصينية اهتماما كبيرا بحياة وصحة الرعايا الأجانب في الصين، ويتم معاملة جميع الأجانب على قدم المساواة. ونحن نرفض المعاملات التفضيلية، ولا نتسامح مطلقا مع التمييز. ومنذ تفشي المرض، تولي السلطات في قوانغدونغ اهتماما كبيرا بعلاج المرضى الأجانب، بمن فيهم المواطنون الأفارقة، ويتم وضع خطط محددة وترتيبات لحماية حياتهم وصحتهم، والتي بفضلها تمكنا من إنقاذ حياة بعض المرضى الأفارقة ممن كانوا في ظروف صعبة أو حرجة”.

ولفت جيان إلى أن “سلطات مقاطعة قوانغدونغ تولي اهتماما كبيرا لشواغل بعض الدول الأفريقية، وأنها في هذا الإطار اتخذت عدة تدابير تشمل : توفير خدمات الرعاية الصحية دون تمييز، وتحديد فنادق للأجانب الخاضعين للملاحظة الطبية، واعتماد تعديل الأسعار بالنسبة لمن يواجهون صعوبات مالية، وإنشاء آلية اتصال فعالة مع القنصليات العامة الأجنبية في قوانغتشو (عاصمة المقاطعة)، ورفض جميع الصور والممارسات العنصرية والتمييزية”.

ونوه جيان إلى أن “الشعب الصيني يرى دائما في الشعوب الأفريقية شركاء وأشقاء، وإن الصداقة بين الصين وأفريقيا لا يمكن كسرها لأنها متأصلة وراسخة. ويمكن دائما للأصدقاء الأفارقة توقع وضمان الحصول على استقبال ودي في الصين. وستظل وزارة الخارجية الصينية على اتصال وثيق بسلطات قوانغدونغ، وستواصل الاستجابة لشواغل الجانب الأفريقي المعقولة والمنشادات المشروعة”.

وشدد جيان على أن “الفيروس لا يعرف حدودا، ولا يمكن دحر الوباء الذي يشكل تحديا للبشرية جميعا إلا من خلال الجهود الدولية المتضافرة. وبالتفاهم والدعم المتبادلين والتعاون، نحن (الصين) على استعداد لمواصلة العمل مع الأصدقاء الأفارقة لتحقيق النصر النهائي على الوباء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق