اقتصادتوبمصر

مدبولى عن «التجارة البينية الإفريقية»: خطوة مهمة للتكامل الاقتصادى

أعرب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عن فخره لما تحققه مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقى، حيث تسارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار فى الأسواق الإفريقية.

وقال مدبولى إن “حجم استثماراتنا فى دول القارة تجاوز 8 مليارات دولار، ما ساهم فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خصوصا فى قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلى 5 مليارات دولار تقريبا، وتستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بأمل أن تصب تلك الجهود بفاعلية لصالح مضاعفة التجارة البينية الإفريقية”.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المعرض الاول للتجارة البينية الافريقية ، الذى يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويُنظمه البنك الإفريقى للاستيراد والتصدير، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وهيئة تنمية الصادرات، اليوم الثلاثاء وحتى يوم الإثنين المقبل، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، ورؤساء وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من الوزراء.

وعبر رئيس الوزراء، فى كلمته التى ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح هذا الحدث المهم الأول من نوعه فى القارة الإفريقية، عن تقديره للوفود المشاركة فى المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية الذى يأتى عقب محطة مهمة فى مسيرة العمل الإفريقى المشترك، ألا وهى منتدى إفريقيا 2018 بمدينة شرم الشيخ، وكذلك بالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة، والذى سيشهد مناقشة أحد أهم الاتفاقات على الساحة الاقتصادية الدولية، وهى اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الإفريقية، والتى تعد إنجازا حقيقيا على صعيد الجهود الحثيثة نحو التكامل الإفريقى.

كما تقدم بالشكر للاتحاد الإفريقى، والبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، على الجهد المبذول لإنجاح هذا المعرض وغيره من الفعاليات الإفريقية الهامة، وكذلك على السعى الدائم لتحقيق التكامل بين دول القارة.

وأكد رئيس الوزراء، فى كلمته، أن هذا المعرض يأتى كخطوة هامة فى مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادى الإفريقى، خصوصا فى ضوء الإنجاز المحقق فى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتى ستدخل حيز النفاذ فى القريب العاجل، لتساعد دول القارة على تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة بعد إزالة العوائق الجمركية أمام حركة التجارة البينية، وتسهيل حركة عناصر الإنتاج، فضلا عن زيادة معدلات النمو الصناعى وتحقيق التنمية التكنولوجية، ما يساعد على تعزيز تنافسية المنتَج الإفريقى على الصعيدين الإقليمى والدولى.

وأضاف مدبولى أن المعرض يأتى لنقل رسالة إلى العالم بأن إفريقيا مستعدة وترحب بالتعاون على الأصعدة الاقتصادية كافة، التجارى منها والاستثمارى، حيث أصبحت القارة الإفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع كوجهة للأعمال، لا سيما بعد أن استطاعت العديد من دول القارة قطع شوط طويل فى تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية حتى تستطيع اللحاق بركاب متطلبات التنمية والاستثمار، فضلا عن تعدد أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية وشركائها فى التنمية، الأمر الذى يشجع مجتمع الأعمال الدولى على التوجه لإفريقيا.

وقال رئيس الوزراء “لقد تجاوزت معدلات نمو العديد من بلداننا متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة، رغم الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد الدولى خلال السنوات الماضية، فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى العالم العديد من الدول الإفريقية”.

وأضاف “إننا لعلى ثقة بأنه من أجل اعتلاء المكانة التى تليق بقارتنا فإنه لا يمكننا إغفال أهمية محور تنمية القدرات البشرية فى عملنا المشترك، فضلا عن الاهتمام بالشباب الإفريقى عماد القارة وأساس مستقبلها من خلال الطريق الأوحد، ألا وهو التعليم، ما يتيح لشبابنا اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل، ومن ثم دفع معدلات النمو لقارتنا، والتحول إلى مجتمعات المعرفة من خلال تطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل، واتصالا بذلك يأتى حرص مصر على مواصلة دورها النشط فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية الإفريقية لا سيما الكوادر الشابة.

وأوضح رئيس الوزراء أن تنظيم هذا الحدث يأتى اتصالا بالتزامات مصر بتحقيق آمال شعوب القارة الإفريقية، والمنصوص عليها بأجندة إفريقيا 2063، والتى قامت دول القارة بإقرارها جميعا كرؤية إفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والتى تعد التجارة البينية من أهم دعائمها، والتى من شأنها دون شك تعزيز مكانة إفريقيا فى الاقتصاد العالمى.

ودعا مدبولى، الأشقاء فى القارة الإفريقية ومجتمعى الأعمال الإفريقى والدولى وشركاء التنمية، إلى وضع اللبنات الأولى لإطلاق المشروعات والمبادرات التنموية، وفقا لإطار يراعى التوازن المطلوب بين طموحنا لبناء قارتنا الإفريقية، وبين تطلع شركاء التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال.

وقال رئيس مجلس الوزراء “لقد حرصت مصر عند استضافتها لهذا المعرض على أن يكون بمثابة ملتقى للحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجها، وتم وضع برنامجه بعناية وفق رؤية واضحة تتمثل فى عرض السلع والخدمات واستكشاف الفرص فى بلادنا، وليكون كذلك بمثابة سوق قارى يجتمع فيه مجتمع الأعمال الدولى للتعرف على قدرات أفريقيا الحقيقية، وذلك فضلا عن تبادل المعلومات الحيوية وتحديد الحلول الأنسب لمواجهة التحديات التى تؤثر على التجارة البينية الإفريقية”، مضيفا أن عدد المشاركين بهذا المعرض من عارضين وزائرين يعد أبلغ دليل على حاجاتنا الماسة للتكامل فيما بيننا، حيث تعدى عدد المشاركين 1000 عارض تقريبا من أكثر من 35 دولة من كافة أنحاء العالم.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، فى ختام كلمته، إلى أنه لشرف لمصر توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى مطلع العام المقبل فى دورته الثانية والثلاثين، ونأمل من خلالها استكمال مسيرتنا فى دعم القضايا الإفريقية، وخصوصا تنمية التجارة البينية بين دول القارة، كما نأمل من خلال رئاستنا لتلك الدورة تحقيق كل ما نصبو إليه نحن الأفارقة.

وتوجه رئيس الوزراء، بخالص الشكر إلى المشاركين فى هذا المعرض، وكل من ساهم فى تنظيمه، وقال “يحدونى الأمل فى أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات، وأن يكون المعرض خطوة هامة ومحورية لتحقيق آمال شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق