توبكنيسة

قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني يزور دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت

زار قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت وعقد لقاءًا أبويَّا مع رهبانه، ألقى عليهم خلاله كلمة روحية.

وقال قداسة البابا:
“إذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ” (في ٢ : ١٢)

السكون والهدوء يكون سبب خلاص للإنسان وفرصة لمراجعة النفس. أنت كإنسان كرست نفسك واخترت أن تعيش في دير لتمجيد اسم المسيح، تعلم أن فلسفة الرهبنة فلسفة صعبة ولا يقدر عليها أي إنسان وتوجد فيها صعوبات كثيرة. بلا شك هي حياة صعبة وشديدة ولكن لمن يريدها هي حياة مفرحة. أجمل شئ في الإنسان أن يكون صريح مع نفسه ربنا يبارك رهبنة كل واحد فيكم.

١- تمموا خلاصكم بخوف ورعدة: المسيح تمم الخلاص على الصليب وأنت تأخذ نصيبك منه.

٢- افعلوا كل شئ بلا دمدمة: الدمدمة هي أولى خطوات التذمر. والتذمر شئ يدل على أنه يوجد شئ فيه خطر. ويأتي بسبب ضعف المحبة وقلة الصبر وضيق القلب تصل إلى درجة المجادلة ويضيع خلاصه في السكة.
يوم ما دخلت الدير كان أمام نظرك المسيح وكل يوم تعيشه في الدير تقترب منه. قيمتنا نحن الرهبان أننا نرى شخص المسيح ونقترب إليه، لا شئ يشغلني. “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي.”
بولس الرسول يوصينا اليوم من خلال هذه الرسالة التي كتبها من السجن، لكي تكونوا
١- بلا لوم:
اللوم شئ في داخل الإنسان في ضميرك، ضمير حي ويعمل (اختارنا في المسيح قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم وقداسة في المحبة ) تصور أنك حينما تقف أمام المسيح يلومك لنقص المحبة هل ضميرك حي ومقياسه شغال.

٢- وبسطاء:
كلمة البساطة في الكتاب المقدس تعني النقاوة (إذا كانت عينيك بسيطة فجسدك كله يكون نَيِّرًا).
قوة الرهبنة في بساطتها. المسيحية المصرية عبر تاريخنا تعيش في البساطة، حياتك بسيطة، نظرتك بسيطة.
البسيط ليس في حياته أي تعقيد أو مكر ودهاء. كما عاش مسيحنا وكما عاشت أمنا العذراء. نحن جيل هذا الزمان يجب أن نحافظ علي أصولنا الرهبانية. كلمة بسيطة تترجم قلب ذو إتجاه واحد.

٣- أولاد الله:
العلامة الوحيدة التي تميز أولاد الله هي محبتهم. أنت صرت ابن لله بالمعمودية وتفرح أنك ابن لله من خلال ممارسة الأسرار وتشعر في داخلك بهذه المحبة الفائقة.
علينا مسؤلية تجاه العالم كله وتجاه حياتنا الشخصية وكنيستنا وديرنا.
٤- بلا عيب في وسط جيل معوج وملتوي:
في العالم يستخدموا بعض المفردات أنت لا تستطيع أن تستخدمها ممكن قصة يقولها الناس أنت لا تستطيع أن تقولها لأنك بلاعيب (نفسك – قانونك -ليس فيك عيبة) طوباهم الذين بلا عيب في الطريق السالكين في ناموس الرب. العالم في الشر وانتم في سفينة تمنع دخول الريح العاصف.

٥- تضيؤن بينهم كأنوار في العالم:
تكون نور كبير وسط العالم. أن تكون شمسًا أو قمرًا أو حتى نجمًا المهم أنك تكون في السماء. (القديس يوحنا ذهبي الفم)

ليس مهمًا الاسم أو المنصب أو المكانة، المهم أن نكون في السماء. فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم فيمجدوا أباكم الذي في السماوات.
والفاهمون يضيئون كضياء الجلد (دا ١٢ : ٣)

كونوا أنتم مسرورين
ربنا يحفظكم ويبارك جهادكم ورهبنتكم.

وتعزيات السماء هي التي تصبرنا علي الطريق الذي نسير فيه.

اجعلوا حياتكم حياة سماوية واجعلوا ديركم مثل السماء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق